المقدمه
لقد مرت دراسة الإدارة بعدة مراحل تم خلالها دراسة الإداره وطرق تطويرها وكانت تتركز هذه الدراسات حول علاقة النظم الإداريه بالألات والنواحى الماديه بالمؤسسات وكان هذا المنظورضيق بعض الشئ ومع تطور علم النفس فقد قام المهتمين بهذا العلم على دراسته بأفرعه المختلفه ودراسة علاقته مع السلوك الإدارى والهدف العام من هذه الدراسات هى العمل على تطوير النظم الإداريه عن طريق الإهتمام بسلوك الفرد كعنصر بشرى داخل منظومة العمل من حيز أهدافه وطموحاته ورغباته الداخليه ومايؤثر فى دوافعه الداخليه من عوامل وهكذا يكون لعلم النفس أهميه كبيره داخل إدارات الموارد البشريه بغرض إستخدام هذا العلم فى عمليات التوظيف وأختيار العناصر البشريه المناسبه للعمل
وأيضاً إستخدام هذا العلم فى عمليات تدريب وتطوير العاملين بناءً على دوافعهم وطرق تحفيزهم المختلفه بغرض الوصول الى إهداف الشركه وتحقيق الأعمال المطلوبه عن طريق تطوير أداء العنصر البشرى وتعمل دراسات علم النفس المهتمه بالسلوك الإدارى الى فهم أعمق للدوافع الداخليه التى تعمل على تحفيز العاملين للقيام بالأعمال المطلوبه والتركيز على العوامل الأكثر إرتباطأ بالأنسان وعلاقته بالعمل والإنتاجيه ومايؤثر فيه من عوامل داخليه وخارجيه
ومن هذا المنطلق سوف ندرس هذا الفرع من فروع علم النفس وهومايطلق عليه علم النفس الإدارى ببعضاً من الشرح خلال عدة مقالات سوف نركز فيها على دراسة علم النفس الإدارى وعلاقته بتطوير النظم الإداريه داخل المؤسسات
- بداية علم النفس
- المرحله الفلسفيه ( العلاقه بين الروح والعقل ) - فى الدراسات المختلفه لعلم النفس كانت ترى أن بدايات هذا العلم تعرفه على أنه علم الروح والعقل فقد أنشأ العالم أرسطو نظريته الخاصه حول الذاكره والتعلم والشعور والدافعيه والمهارات الإدراكيه للأفراد وقد أطلق أرسطو مصطلح " النفسيه " على هذا العلم لأنه يهتم بجوهر الحياة فهو علم دراسة الروح والعقل للوصول الى الأهداف التعليميه المطلوبه وخلال العصر اليونانى كانت هناك علاقة بين علم النفس والفلسفه حيث عملوا فى هذه المرحله على دراسة علم النفس من الناحيه الروحيه الوجدانيه ألا أنه كانوا يروا أن الروح ليس لها وجود مادى ملموس فهى شئ لايمكن لمسه أو أختباره إلا أنها تعتبر دوافع داخليه للأفراد تعمل على تحريكهم نحو القيام بالأنشطه المختلفه الخاصه بهم وعندما واجهت العلماء فى هذه المرحله بعض العواقب من النقد فقد قام البعض منهم على تفسير " النفسيه " على أنها العلم الذى يهتم بدراسة العقل البشرى حتى بدأت الأشاره له على إنه علم العقل وفى نفس الأثناء واجه هذا التعريف الكثير من السلبيات التى تعرض لها مصطلح علم الروح حيث لم يستطيع العلماء اليونان على الوصول الى تعريف شامل بالإضافه الى عدم القدره على دراسته على إنه علم منفصل عن باقى العلوم الفلسفيه وقامت هذه الدراسات والتعريف على دراسة علم النفس من ناحية السلوك الغير مرئى للإنسان ولم تذكر السلوك المرئى والذى أصبح العنصر الرئيسى لدراسة علم النفس فى العصر الحديث وكان لهذا المفهوم وهو علم نفس العقل الكثير من النقد حيث تم البحث فيما بعد عن مفاهيم أخرى يمكن أن يعتمد عليها
- مرحلة الوعى - خلال القرن التاسع عشر مر علم النفس بالعديد من الدراسات عن طريق العديد من العاملين فى هذا المجال فقام بعضهم بتأسيس مختبرات نفسيه وكانوا يطلقون عليه علم النفس التجريبى حتى تم العمل على أستقلالية علم النفس وفصله عن النظريه الفلسفيه ودراسته من الناحيه السلوكيه للفرد حيث تناولوه على أنه التجارب الداخليه للأنسان والذى يتناول جانب الوعى والمشاعر الأنسانيه والعواطف الداخليه وقد أخذ علم النفس خلال هذه المرحله فى التطورحتى وصل الى دراسة ومعرفة المكونات الرئيسيه للتجربه ووصف إجزاء هذه التجربه وتم تطوير هذا المنهج حتى تم تحويل علم النفس الى علم الوعى وفيما بعد قام العالم وأستاذ علم الفلسفه فى جامعة هافارد ( 1842 - 1910 ) ويدعى ويليام جيمس بالبحث والتعمق فى دراسة علم النفس من ناحية الوعى والعقل ومايمكن أن يتم إنجازه عن طريق التفكير أكثر من دراسة مكوناته فدراسة مكوناته من وجة نظره لايمكن أن ترشدنا الى كيفية القيام بالإحتياجات وقام بإنشاء مدرسته الخاصه والتى عرفت بإسم المدرسه الوظيفيه وقد عمل فى بعض مؤلفاته الى نقد نظريات الوعى لأن الوعى قد يكون تلقائى لبعض الدوافع المتعلقه بالأخرين وإنه قد يكون غير كاشف للحقائق لأنه يعتمد على تقارير شخص أخر وفيما بعد وحتى القرن العشرين مرت مفاهيم علم النفس بمرحلة إرتباك وكان يعرف بإنه علم الحياه العقليه
- مرحلة السلوك - فى العصر الحديث تم رفض نظرية الوظيفيه والبحث فى علم النفس على أنه يهتم بدراسة السلوك الإنسانى وعمليات التطور وأهمية الفروق الفرديه فى تطوير السلوك البشرى وقد مهدت مثل هذه النظريات الطريق أمام دراسة سلوكيات العنصر البشرى بشكل أكثر شموليه عند العمل على مراقبة سلوك الفرد عندما يتعرض الى مواقف معينه ومدى إستجابتهم لمثل هذه المواقف وردود أفعالهم المختلفه وفيما بعد تطورت عدة نظريات حتى الوصول الى علم النفس على إنه المثير والإستجابه أى يمكن تقسيم السلوكيات الى إجزاء من المثير والإستجابه أى يمكن رؤية الهدف والأحساس به ولكن كانت هناك بعض عناصر النقد لهذه النظريه من ضمنها لايمكن دراسة السلوك البشرى بشكل شامل حيث لايمكن توقع سلوك الأنسان بشكل دقيق وموضوعى حيث يمكننا دراسة السلوك الظاهرى أما السلوك الداخلى فأنه يواجهه الكثير من جوانب الصعوبه أى أن عند دراسة السلوك البشرى يجب أن نقوم بدراسة العوامل الداخليه والعوامل الخارجيه المؤثره فى الإنسان
- المرحله الحديثه - قد عمل علم النفس فى العصر الحديث بالإهتمام لالنواحى العقليه من خلال دراسة العمليات العقليه التى يقوم بها العقل البشرى عند معالجة المعلومات والبيانات والقيام بتخزينها داخل العقل البشرى وكيفية إدراك الإنسان لبعض الأمور والمواقف الحياتيه التى قد تواجهه وهذا الذى إستقر أليه علم النفس الحديث والذى يشمل دراسة السلوك الظاهرى والعواطف الداخليه للفرد وقد أطلق عليه " علم السلوك والعمليات العقليه " حيث أن هذا المصطلح يتكون من ثلاث إقسام وهى العلم والسلوك والعمليات العقليه
- السلوك الأنسانى عند دراسة علم النفس وعلاقته بالإداره
السلوك الإنسانى هو ما يستخدم لوصف الإستجابات الحركيه التى يقوم بها الفرد تجاه مواقف معينه تواجهه أثناء حياته اليوميه والتى يمكن تقييمها أوتطويرها عن طريق التدريب والتى يحتاجها الخبراء والمعنيين بالموارد البشريه والتدريب داخل المؤسسات لدراسة العنصر البشرى من كل الجوانب والعوامل التى قد تؤثر فى أداؤه التنظيمى والمؤسسى مثل العوامل الثقافيه والإجتماعيه وعوامل الإقتصاد وكذلك مساعدة الخبراء على البحث عن الطريقه المثاليه التى يمكن أن يقوم بها العامل للقيام بعمل معين لتحقيق الأهداف المطلوبه بأبسط الطرق والعمل على تجنب السلوكيات الغير ضروريه أثناء قيام العامل بمهمه معينه وللقيام بذلك يجب أولاً القيام بالأتى :-- القيام بإختيار العنصر البشرى الأكثر كفاءه وتميزاً لأداء المهام الرئيسيه الموكله أليه
- العمل على التدريب المستمر للعناصر البشريه أثناء مراحل العمل المختلفه للوصول الى أفضل أداء بمكن الإعتماد عليه
- المحافظه على أفضل الكفاءات بين العاملين عن طريق عدة ممارسات من بينها المكافأه والتحفيز
الخاتمه
لقد مر علم النفس بعدة مراحل حتى وصولاً الى علم النفس الحديث والذى يهتم بالسلوك البشرى ودوافع الإنسان الداخليه والتى تساعدنا حاليأ فى الجوانب المختلفه الخاصه بالقيام بالإعمال السلوكيه للأنسان داخل مؤسسات العمل