recent
أهم المواضيع

ضغوط العمل وتأثيرها على الأداء العام للعامل ( الجزء الأول )

 المقدمه

        أثبتت الدراسات والإحصائيات أن معظم بيئات العمل بإختلاف نشاطها وأهدافها يكون الأجهاد والضغوط  الناتجه عنه ملازماّ للعمل وللعامل ويدرك المهتمين بالموارد البشريه أن الغالبيه العظمى من العاملين والموظفين قد يعانون من ضغوط العمل فى مرحله ما من مراحل عملهم المهنى وقد تعمل التحديات التى تواجههم فى حياتهم الشخصيه على زيادة تلك الضغوط وتلك الضغوط قد تؤثر على صحة العامل النفسيه والجسديه وبالتالى تؤثر على مدى إنتاجية العامل وكفاءته المهنيه ومدى تحقيقه لأهداف الشركه مما قد يؤثر على ثقافة الشركه بوجه عام وينتج عن ذلك أيضاً مشاكل إجتماعيه داخل بيئة العمل وعدم القدره على التواصل الجيد بين العاملين وفى السطور القادمه سوف نتناول دراسة ضغوط العمل الناتج عن الإجهاد ومدى تأثيرها على بيئات العمل الداخليه وعلى العاملين فى مكان العمل 

ضغوط - العمل


  • مفهـوم ضغـوط العمـل



 يطلق على ضغوط العمل  Job Stress  بشكل عام المتغيرات التي تحيط بالعاملين وتسبب لهم شعوراً بالتوتروالإجهاد وتكمن خطورة هذا الشعور في نتائجه السلبية التي تتمثل في حالات مختلفة منها مدى القيام بالواجبات بصورة آلية تفتقر إلى الاندماج الوجداني والتشاؤم وقلة الدافعية  وفقدان القدرة على الابتكار

أن ضغط العمل هو كل ما له تأثير مادي أو معنوي ويأخذ أشكالاً مؤثرة على سلوك متخذ القرار داخل أى مؤسسه  مما قد يعيق توازنه النفسى والعاطفى ويؤدى إلى إحداث توتر عصبى أو قلق نفسى يجعله غير قادر على اتخاذ القرار الإدارى والمهنى المناسب بشكل جيد أو القيام بالسلوك الرشيد تجاه المواقف الإدارية أو التنفيذية

هى تجربة ذاتية تسبب لدى الفرد الواقع عليه هذا الإجهاد أو ضغط العمل اختلالاً نفسياً كالتوتر أو القلق أو الإحباط أو اختلالاً عضوياً كسرعة ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم

 ويحدث هذا الضغط نتيجة لعوامل قد يكون مصدرها البيئة الخارجية أو المؤسسه  أو الفرد نفسه وتختلف المواقف المسببة لضغوط العمل باختلاف مواقع الأفراد وطبيعة عملهم ومواقعهم داخل الشركه 

  • تصنيف ضغوط العمل


  1. التصنيف الأول : المثيرات أو الأحداث الخارجية الموجودة في البيئة المحيطة بالفرد - يميل أصحاب هذا االتصنيف إلى قصر مصادر ضغوط البيئة ومسبباتها على المثيرات والأحداث المختلفة الموجودة في البيئة المحيطة للفرد مثل وفاة شخص عزيز أو الكوارث الطبيعية من زلازل وغيرها  دون الأخذ بالاعتبار القوى الذاتية للفرد أو ردود أفعاله التي يبديها تجاه هذه المثيرات التي ينتج عنها مجموعة من التغيرات النفسية والجسمية                                                                                                
  2. التصنيف الثانى : إدراك الفرد للحدث وتقديره له - يركز أصحاب هذه التصنيف على استجابة الفرد للمصادر المسببة للضغوط دون وضع اعتبار لتفاعل الخصائص الذاتية للفرد مع بيئة العمل لأنهم يقيسون النتيجة التي تنجم عن حالة الضغوط والتي تتمثل في الاستجابة التي يتخذها الإنسان نحو المثير أو المسبب للضغط والإجهاد                                                                                                                                                                               
  3. التصنيف الثالث : الاستجابة السيكولوجية للحدث ومثيرات البيئة - يرى أصحاب هذا التصنيف وجوب حدوث تفاعل بين مثيرات الضغوط والإجهاد واستجابة الفرد لها وينشأ بسببها لدى الفرد حالة من التغيرات الداخلية وردود الفعل الفسيولوجية والنفسية تدفعهم إلى سلوك غير طبيعي في أدائهم لعملهم بوجه عام


  • مصـادر ضغـوط العمـل


• المصادر التنظيمية لضغط العمل

• المصادر الشخصية لضغط العمل

  • أولاً المصــادر التنظيميــة داخل الشركه


 الضغوط والإجهاد المهنى ترجع إلى الجهود الجسمية والعضلية والفكرية المبذولة عند أداء بعض الأعمال التي تؤدي إلى الشعور بالتعب وفقدان الرغبة بالعمل وانتظار أول فرصة لاستبدالها وذلك مثل مهنة أو عامل البناء أو أمين المكتبة

الضغوط الناتجه عن المستوى المهنى ويقصد به إجهاد العمل الذي يتضمن زيادةً أو انخفاضاً في الدور الذي يكلف به الموظف أو العامل ويسبب ذلك شعوراً بعدم الارتياح والملل والرتابة والتضجر والانتقاد مولدة خلفها ضغوط عمل قد تتسبب بتدني المستوى الصحي للفرد وانخفاض مستوى الأداء على الصعيد الوظيفي وتكرار الوقوع في الأخطاء المهنيه

الضغوط الناتجه عن عدم الوصول إلى المعلومه الوظيفيه السليمه ويقصد بذلك نقص المعلومات اللازمة للعاملين لأداء عمل محدد أو جهلهم بالمهام التي يفترض أن يقوموا بها أو حدود صلاحيتهم وسلطاتهم أو قلة المعلومات عن النتائج المتوقع تحقيقها ذات العلاقة المباشرة بأهداف المؤسسة التي يعملون بها مما يجعلهم غير قادرين على الاندماج في العمل وبالتالي الشعور بالضغط خوفا من ارتكاب أخطاء تعرضهم للمساءلة أمام إدارة الشركه

الضغوط الناتجه من كثرة المديرين يعنى بذلك التعارض بين الواجبات والممارسات والمسؤوليات التي تصدر في وقت واحد من المدير المباشر للموظف أو من تعدد التوجيهات عندما يكون المديرين المشرفين أكثر من شخص مما يشعره بعدم الاستقرار ويجعله يقع تحت ضغوط مستمرة تستلزم إعادة توفيقها للتخلص من الضغط والإجهاد

عدم المشاركة في اتخاذ القرارات المهنيه والإداريه داخل الشركه إن عدم مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات خاصة التي تتعلق بأعمال يمارسونها يعد تجاهلاً للاحتياجات الطبيعية للعاملين بوصفهم أفراداً بحاجة إلى التقدير واحترام الذات وإثباتها ويقود أيضاً إلى انخفاض الروح المعنوية للعاملين وفقدان انتمائهم للمؤسسة أو الشركه التي يعملون بها

تقييم الأداء الوظيفي للعامل ويقصد به مدى وجود نظام فاعل لتقييم أداء العاملين بالشركه حيث إن عدم وجود معايير منطقية منضبطة يقتنع بها العاملون من الممكن أن يكون مصدراً من مصادر ضغوط العمل إذا لم يتم وفق أسس سليمة تلبي حاجات الفرد والشركه في آن واحد

النمو والتقدم المهني يؤدي النمو والتقدم المهني إلى تحقيق الذات وذلك بعد أن يشعر الفرد العامل أنه تعلم قدرات جديدة تحقق أحلامه ويدخل ضمن مفهوم النمو المهني الترقيات والحوافز

بيئة العمل المادية والمعنويه ويقصد بها الظروف المادية للعمل وما تحتويه من عوامل مادية مثل طريقة تصميم المكتب ومستوى الإضاءة ودرجة الحرارة والخدمات المساعده ووسائل الصحة والسلامة من احتمال التعرض لأية مخاطر أو أمراض مهنية وغيرها من العوامل التي يكون تأثيرها مباشراً على العاملين ومستوى أدائهم وحبهم لعملهم أو النفور منه

نوع الاتصالات والتواصل الفعال يقصد بالاتصال السلوك الذي يتعلق بأسلوب نقل المعلومات بين أفراد الشركه والتي غالباً ما ينظر لها بوصفها مهارة ينبغي توافرها في جميع المديرين أن أسلوب الاتصالات والتواصل بين الأفراد داخل الشركه غالباً ما يؤدي إلى مستوى مرتفع من الضغط يتولد بشكل كبير إذا كان الأفراد لايملكون أدوات تواصل جيده وفعاله بعكس نظرائهم الذين يشعرون بضغط أقل أثناء العمل لأنهم يعملون في ظل وجود قنوات تواصل وإتصالات فعاله

 

  • ثانيــاً المصــادر الشخصيــة


ويقصد بالمصادر الشخصيـة لضغوط العمل تلك العوامل أو المتغيرات المتعلقة بالفرد التي أدت إلى تكويــن شخصيته كالوراثـة والبيئة التي عاش فيها وتربى بها إضافة إلى التركيبة الذاتية الخاصـة لكل فرد التي تتكون من طبيعة الأحداث التي يتعرض لها وأثرت في بناء شخصيتـه هذا إلى جانب وعي الفرد بذاته وفهمه لها واستيعابـه لردود أفعاله تجاه المؤثرات التي يتعرض لها في حياته سواء كان ذلك في نطاق العمل أم خارجه كل ذلك يشكل مصدراً قوياً من مصادر ضغوط العمل ومن العوامل التى تؤثر فى ذلك مايلى :-

  1. نمط الشخصية يوجد أنواع للشخصية كما يوجد فصائل للدم  تدعى بأنماط سلوك الشخصية حيث يتفاوت الأفراد من فرد لآخر حسب قدرتهم على السيطرة الداخلية والخارجية لديهم فالذين يشعرون بدرجة عالية من التحكم الداخلي يعتقدون أن باستطاعتهم التحكم بكثير مما يحدث لهم بينما الذين يشعرون بدرجة عالية من التحكم الخارجي يعتقدون أن ما يحدث في حياتهم يكون بسبب عوامل خارجة عن إرادتهم وذلك حسب نظرة الفرد لشخصيته ولذاته                                                                                                                                                                                                   
  2. الجنس يعد عامل الجنس من ذكور وإناث من الخصائص الشخصية المؤثرة في ضغوط العمل فمع زيادة معدلات دخول الإناث في سوق العمل والتي يختلف موقعها الاجتماعي والوظيفي عن الرجل من تداخل مسؤولياتها بين العمل والمنزل ومحدودية الدور الوظيفي الذي يمكن أن تقوم به                                                                                                                                                                                                                                 
  3. التوافق بين قدرات الفرد وحاجات العمل لذا يعدُّ التعليم والخبرة من الخصائص الشخصية التي تؤثر في ضغوط العمل ومستوياتها لدى العاملين لأن المعرفة والخبرة السابقة تمكنهم من التعامل مع الضغوط وتساعدهم على فهم الضغوط الجديدة وإدراكها ومعالجتها                                                                                                                                                                                                                                                        
  4. الحالة النفسية والبدنية تؤثر الحالة النفسية والبدنية للأفراد على مقدار استجابتهم لمثيرات ضغوط العمل التي يتعرضون لها في داخل بيئة العمل أو خارجها وذلك تبعاً لاستجاباتهم النفسية والسلوكية والعاطفية وحسب الفروق الفردية بين العاملين بأى شركه

  • آثــار ضغـوط العمـل

الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط عمل شديدة عرضة لكثير من النتائج السلبية التي تتركها تلك الضغوط عندما لا يستطيعون تحمل تلك الضغوط العالية أو التعامل معها بطريقة إيجابية وإن تباينت الاستجابة من فرد لآخر

وذلك لأنّ أي نوع من التوتر أو الانفعال لا بد أن يصحبه نوع من التغيرات البدنية الظاهرة والتغيرات الفسيولوجية الداخلية هذه التغيرات يتم التحكم فيها من خلال الجهاز العصبي الذي ينظم الجسم من خلال السيطرة على أجهزة الجسم الأخرى بروابط عصبية خاصة تنقل له المثيرات المختلفة الداخلية والخارجية ويستجيب لها بشكل تعليمات توجه إلى أعضاء الجسم تؤدي إلى تكييف نشاط الجسم ومواءمته لوظائفه المختلفة للحياة بانتظام وتكامل وبالتالي يستطيع الجسم أن يتفاعل مع بيئته الداخلية والخارجية

 لذا فإننا عندما نمر بحالة من الضغط والتوتر داخل العمل فإنه يمكن ملاحظة التغيرات التي تحدث في أجسامنا من الشعور بزيادة ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة معدل التنفس أو تصبب العرق وجفاف الحلق استجابة لتلك الضغوط التي نتعرض لها ونتيجة لاستثارة الجهاز العصبي والإفرازات الهرمونية للغدد الصماء والاتصال الداخلي للجهاز العصبي وجهاز المناعة

وتلك الآثار هي مايدفع الشركات إلى الإهتمام بضغوط العمل والإجهاد الناتج عنه لاسيما إذا كانت ذات أوجه سلبية تؤثر على سلوك العاملين داخل المؤسسات والشركات  وتكلف خسائر مالية طائلة تحسب على المؤسسات من ضياع ساعات العمل وأيامه إضافة إلى الجهد الذي ينفق في معالجة الأمراض الناجمة عنه

وتشمل هذه الآثار :-

  • أولاً : الآثار الصحيــة


  1.  التعب بدون جهد يذكر
  2.  أمراض التنفس
  3. أمراض القلب والشرايين
  4. القلق والملل
  5. تضخم عضلة القلب
  6.  التهاب المفاصل
  7.  التوتر العصبى
  8. الأمراض العقلية
  9. الاكتئاب والإحباط


  • ثانياً : الآثــــار السلوكيــــة


  1. النزعة العدوانية
  2. الغياب غير المبرر عن العمل
  3. الإرهاق
  4.  الإفراط فى الأكل

  • ثالثاً : الآثار السلوكيه والمهنيه


  1. قلة الاستفادة من الخبرات والقدرات المتوافرة في العمل بشكل جيد
  2.  ضعف مبادرة العاملين وابتكارهم لأساليب حديثة تساعد في تحسين العمل وأدائه بشكل أفضل 
  3. إعاقة قدرات العاملين على التصرف المستقل في إنجاز الأعمال والقدرة على تحمل مهام المسؤوليات خاصة ما يحتاج منها إلى قرارات مهنيه معينه
  4. تبديد وقت العمل وعدم استثماره في إنجاز الأعمال بالسرعة والدقة المطلوبتين لعدم انتظام العاملين بالدوام الرسمي وقلة تركيزهم
  5. هدر الإمكانات المادية المتاحة وعدم الاستفادة منها بشكل جيد في تنفيذ المهام الموكلة للعاملين
  6. تعقد العلاقات بين المديرين والعاملين وبين الزملاء فيما بينهم أو بين العاملين والمستفيدين من الأعمال التي تقدم خدمات مباشرة للجمهور 

الخاتمه


إن دراسة الشركه لضغوط وإجهادات العمل ناتجه من إدراكها لإهمية رفع الضغوط التى قد بواجهها العامل والموظف الذى يعمل بها بغرض تحسين أداء الشركه ورفع الروح المعنويه للعاملين مع الأخذ فى الإعتبار العوامل والمسببات التى تؤدى إلى شعور الموظف بهذه الضغوط والتحديات والمعوقات التى قد تواجهه أثناء عمله اليومى

google-playkhamsatmostaqltradent