المقدمه
كم منا يبحث عن سعادته ولكن فى ظل ضغوط العمل وإجهاداته المتعدده لايستطيع أن يحافظ على هذه السعاده فيجب أن يحافظ على التوازن بين إهتماماته فى المسئوليات المسنده إليه ويجب أن يكون لديه الرؤيه والهدف محدداً ماذا يريد وماهى واجباته وماهى مسئولياته
فى إحدى القرى يوجد فتى فى مقتبل العمر كان يبحث عن طرق السعاده وكيفية تحقيقها وكان هذا الفتى يسمع عن رجل حكيم يسكن على قمة الجبل فى القصر الذى شيده هناك وكان يلجأ إليه الكثير من الناس للحديث معه وحل مشكلاتهم الحياتيه
وفى يوم من الإيام
قام الفتى بالسير فى الكثير من الطرق الوعره ولعدة أيام متتاليه وذلك بغرض الوصول إلى قصر الرجل الحكيم والمتواجد على إحدى قمم الجبال حيث صعد هذا الفتى إلى قمة الجبل وصولاً إلى قصر الحكيم راجياً أن يصل إلى هدفه وهو الحديث مع الرجل الحكيم الذى إنتشرت أخباره بين العامه ليخبره عن طريق السعاده وتحمل مسئوليات العمل
وعندما وصل الفتى إلى قصر الحكيم تفاجأ بالكثير من الناس متواجدين فى القصر وقد انتظر الفتى الكثير من الوقت لكى يصل دوره ليجلس أمام الحكيم ويحدثه فى الموضوع الذى قطع كل تلك المسافه من أجله ......
بعد عدة ساعات من الإنتظار
وصل الفتى إلى مجلس الرجل الحكيم وعندما بدء الفتى فى الحديث إلى الحكيم قام الحكيم وبكل إنصات بالإستماع إلى الفتى وعندما أتم الفتى حديثه إلى الحكيم ، قال له الرجل الحكيم : إن وقتى ضيق الأن لذا سأقوم بطلب شئ منك ويجب أن تقوم به وتعود إلى بعد مرور ثلاث ساعات وسأعطيك وعاء مسطح فيه القليل من العسل ، وقال له الرجل الحكيم يجب أن تقوم بحمل هذا الوعاء وتقوم بجوله فى القصر ثم تعود إلى بعد مرور الوقت المطلوب منك
وفى هذا الأثناء
قام الفتى بحمل الوعاء ، وهنا قام الرجل الحكيم بالتأكيد عليه بالمحافظه على العسل والعمل على عدم تساقطه من الوعاء حيث يريد الرجل الحكيم إستلام الوعاء من الفتى كما سلمه إياه
قام الفتى بالبدء فى جولته فى قصر الحكيم ومعه الوعاء الموضوع به العسل واضعاً طلب الرجل الحكيم نصب عينيه وبعد مرور الوقت المطلوب منه عاد إلى الرجل الحكيم وجلس أمامه وعندما رأه الحكيم قام بتوجيه بعض الأسئله إلى الفتى
- هل شاهدت الشرفه الذهبيه ؟ هل وجدت ديكوراتها مناسبه لها ، وما هو رأيك فى تنظيمها ؟
- هل شاهدت غرف القصر المختلفه ؟ فكم عددها وماهى أشكال أبوابها وهل شاهدت الزخارف الذهبيه المتواجده فى أسقف الغرف وفى ممرات القصر ؟
هنا زاغت أعين الفتى من شدة القلق ، وفى نظرات خجل من الرجل الحكيم قرر أن يقول له الحقيقه ويقوم بإجابة أسئلة الحكيم ولكن أى إجابه فإنه لايملك إى إجابه لإنه من شدة إهتمامه بطلب الحكيم بالمحافظه على عدم سقوط العسل من الوعاء لم يهتم بإى شئ فى القصر ولكنه قرر المواجهه وقال للحكيم بإنه لم يرى إى شئ من الأشياء التى سأله عليها
فكان كل همه وإهتمامه الأساسى هو عدم سقوط العسل من الوعاء والعوده إلي الرجل الحكيم قبل مرور الوقت المطلوب وتنفيذ كل ماهو مطلوب منه
هنا توجه الحكيم بالحديث إلى الفتى وقال له
قم بالرجوع مره أخرى إلى جولتك بالقصر وتعرف على القصر وما يمتاز به وعد إلى مره أخرى
قام الفتى بالذهاب إلى جولته بالقصر ومعه الوعاء الموضوع به العسل ، فقام الفتى بالنظر هنا وهناك لكى يحفظ المكان جيداً ويكون مستعداً لأى إسئله يقوم الحكيم بتوجيهها له بعد عودته وسار الفتى بين أرجاء غرف القصر المختلفه مستمتعاً بجمال القصر وجمال غرفه وديكوراتها المختلفه وبعد مرور الكثير من الوقت عاد الفتى إلى الرجل الحكيم حاكياً له مارأه تلك المره ولكن الرجل الحكيم قام قاطعاً حديثه : وسأله عن أين ذهب العسل الموضوع فى الوعاء المتواجد معه
وهنا تفاجأ الفتى بعدم وجود إى عسل فى الوعاء المتواجد معه وهنا إيقن بأن العسل قد تم إنسكابه دون شعوره حيث كان مهتماً هذه المره بالقصر وغير مبالى بالوعاء والعسل
وهنا قال له الرجل الحكيم : هناك عدة أمور أردت أن أعلمها لك لكى تضعها أمامك وتتعلم منها فى حياتك
- الدنيا إيها الفتى يوجد بها العديد من القصص والعبر والإهتمامات فعليك أن تتناولها بحذر وتهتم بها مدركاً أهمية التوازن بين إهتماماتك فى المسئوليات المسنده إليك ويجب أن يكون لديك الرؤيه والهدف محدداً ماذا تريد وماهى واجباتك وماهى مسئولياتك دون إن تهدر حياتك وتنسى طموحاتك فكن مدركاً بأن التوازن بين الأشياء والأهداف هو السبيل الأمثل للنجاح
- إن قيامك بأى تغيير في حياتك ومستقبلك يجب أن يبدأ أولاً من داخلك وفي طريقة تفكيرك ، والتي قد تجعل من حياتك معنى أو تضيع حياتك دون الإستفاده منها
الخاتمه
إن ضغوط الحياة وما تحتويها لا يطيق حملها الأشخاص الضعاف ولا ينهض بأعبائها إلا الإشخاص المدركين لأهدافهم ومتطلبات تلك الحياه